حَنِيْنُ الشَّوْقِ
أَشْتَاْقُ ــكِ
كَغُصْنٍ نَاْخِلٍ يَدْنُوْ
عَلَى رَأْسِيْ
يُقَبِّلُنِيْ جَبَيْنُ الصُّبْحِ
وَالعُصْفُوْرُ فِيْ التَّغْرِيْدِ مُنْشَغِلُ
أَشْتَاْقُ ــكِ
كَظِلِّ شَجْرَةٍ فِيْ بَيْدَاْءٍ
تَظَلُّ الظِّلَّ لِيْ أَمَدَاً
وَتَحْمِيْنِيْ بِظِلِ أَوْرَاْقِهَاْ الخُضْرِ
وَ أَتَفَيَّءُ بِفَيْءِ المَرْجِ الأَخْضَرِ
وَتُطْعِمُنِيْ مِنْ عَيْنَيْهَاْ لِلْعَسَلِ
أَشْتَاْقُ ــكِ
كَأُمٍ تَحْضِنُ رُوْحَهَاْ
تَرْنُوْ عَلَيْهِ بِالجَسَدِ
لَتَحْمِيْهِ مِنَ البَرْدِ
تُقَبِّلُ جَبِيْنَهُ
طُهْرَاً لِلْرُوْحِ
وَ تُنَاْدِيْهِ
يَاْ وَلَدِيْ
أَشْتَاْقُ ــكِ
كَ شَوُقِ الأَرْضِ العَطْشَىْ
لِلْمَطَرِ
كَ شَوُقِ الشَّجَرِ فِيْ الرَّبِيْعِ
لِلْزَهْر ِ
وَ أَشْتَاْقُ ــكِ
حَبَّةَ تُفَّاْحٍ أَحْمَرٍ
وَأَرَاْهُ حُمِّرَ مِنَ الخَدِّ
أَشْتَاْقُ ــكِ
وَتَتَسَاْقَطُ حَبَّاْتُ المَطَرِ
مِنْ عَيْنَيَّ
وَخَرِيْفُ العُمْرِ قَدْ أَضْنَاْهُ تَعَبُ السُّهْدِ
وَ السَّهَرِ
وَ تَتَسَاْقَطُ أَوْرَاْقَ الشَّجَرِ
أَشْتَاْقُ ــكِ
شَمْسَاً تُشْرِقُ صَيْفَاً
تُلْهِبُنِيْ بِنَاْرٍ الحُبِّ
فَتَحْرِقُنِيْ مِنْ أَعْلَىْ الرَّأْسِ
لِلْقَدَمِ
وَ أَحْمِيْ القَلْبَ بِيْنَ ضُلُوْعِيْ
بِالصَّبْرِ
أَشْتَاْقُ ــكِ
جَنَّةُ الدُّنْيَاْ
نُوْرُكِ أَشْعَلَ القَمَرَ
وَ أَضْحَىْ القَمَرُ فِيْ بَدْرِ
أَشْتَاْقُ ــكِ
َكِريْحٍ صَرْصَرٍ تَعْصِفُ
تَجْتَثُّ جُذُوْرِيَ
تَنْشِلُنِيْ مِنْ ذَاْْكَ الحَرِّ
فَتَأْخُذُنِيْ لِحَنَاْنِ الصَّدْرِ
وَ أَبْكِيْ الدَّهْرَ فِيْ عَيْنَيْكِ
يَاْ عُمُرِيْ
وَ أَشْتَاْقُ ــكِ
بَسْمَةُ الأَيَّاْمِ
ضِحْكَةُ الأَحْلَاْمِ
صَرْخَةُ الآلامِ
هَمَسَاْتُ الحُبِّ مِنَ الزَّهْرِ
حِيْنَ تَقُوْلِيْ
يَاْ قَمَرِيْ
حَنِيْنُ الشَّوْقِ يَأْخُذُنِيْ
لـِ أَشْتَاْقُ ــكِ
كَجَبَلٍ شَاَمِخٍ عَاْلٍ
يُلْقِيْنِيْ طَرِيْحَ الصَّخْرِ
أُعَاْنِدُهُ فَيَتَجَبَّرْ
ثُمَّ يَلِيْنُ فَيَتَفَجَّرْ
وَ يُلْقِيْ المَاْءَ مِنْ عَيْنَيْهِ
يَجْعَلُ نَهْرَ اً مِنْ عَيْنَي َّ
يَتَدَفَّقُ
يَرْوِيْ الصَّخْرَ
وَ الشَّجَرِ
وَ تَنْبِتُ شَجَرَةَ الزَّيْتُوْنِ
بَيْنَ السَّهْلِ وَ الوَعْرِ
وَ أَشْتَاْقُ ــكِ
كَنَهْرٍ جَاْرٍ
يَجْرِيْ المَاَءُ فِيْهِ
فَيُشْعِرُنِيْ بِالبَرْدِ
فَأُلَمْلِمُ نَفْسِيْ
بِسُرْعَةِ جَرَيَاْنِ المَاَءِ
وَكَأَنَّ المَاَءَ هَوَ عُمْرِيْ
أَشْتَاْقُ ــكِ
سَكَنِيَ الدَّاْئِمَ
حُبِّيَ الهَاْئِمَ
قَلْبِيَ الرَاْهِمَ
وَ أَسْقِطُ قَتِيْلَاً فِيْ مِحْرَاْبِ عَيْنَيْكِ
لِأَبْكِيْ شَوْقِيْ تَضَرُّعَاً
وَ أَرْوِيْ الجَّبَلَ وَ الصُّخُوْرَ
مِنَ القَطَرِ
وَ أَشْتَاْقُ ــكِ
بَدْرِيْ
وَ عُمُرِيْ
نَبْضُ شِرْيَاْنِيْ
فَقَطْ
كُوْنِيْ لِيْ زَهْرِيْ
.
.
.
وهــذـآ هـو أخـر مآ قد تـوصـلت ـإليه
اخوكم /مرهف الاحساس