)(.. لِـ ـ ـذَّةٌ مُشَرْنَقــــةٌ ..)(
فِي غُرْفَــةٍ..
أَبوَابُهَا مُوصَدَة..
وَأَضوَائُهَا خَافِتَة..
وَأَجوَائُهَا خَانِقَة..
كَانَتْ تِلْكَ الأُنثَى.. مُمَدّدَة عَلَى أَرِيكَةٍ..
أَسفَل سَتَائِرٍ لَيلَكِيّةٍ كَاتِمَة..
لَون الظُلْمَةِ.. تَرتَدِي..
وَشُحُوبِهِ.. وَجهُهَا يَعتَلِي..
)
(
)
كَانَتْ الغُرْفَـةُ.. خَالِيـَـةً..
إِلآ مِنْ شُمُوعٍ أَلوَانُهَا زَاهِيَةً..
وَرَجلٌ قَابِعٌ فِي تِلْكَ الزَاوِيَة..
رَاسِمٌ لِـ ابْتِسَامَةٍٍ هَادِئـَةٍ..
غَشَـاهَا بِـ قَسوَةٍ نَارِيـَّةٍ..
أَحسَسَتْهَا عَيْنَاي.. دُونَ البَقِيـَّة..
)
(
)
اعْتـَدَلْتُ فِي جَلسَتِي..
وَ دَاعَبْتُ خصْلَتِي..
وَ سَرِحْتُ بِـ مُخيّلَتِي..
لِـ أُفقٍ لَمْ يَتجَـاوَزْ.. هَوَآئِي..
أَلآ وَهوَ.. قَلْبِـي..
ذَاكَ الذِي اعْتُصِـرَ.. بِـ جَوْفِي..
وَ خَنَـقَ أَورِدَتِي..
حَتَى خَرَجَـتْ الـ [ آآآهُـ ].. مِنْ فَمِي..
فَـ وَقَفْتُ مُتَـأَلّمَـة..
مُشْعِقَـة النَظَـرِ لِـ مِنْ هَرعَ..
وَ انْتَصَـبَ أَمَامِـي..
وَ مَلأَ بِـ الحَنَانِ مَكَانِي..
قَابَلْتـهُ بِـ إنكِسـَـارٍ.. وَ سَأَلتـَه..:
أَلَم تَمَــلْ مِنّي..؟!
أَلَم تُرهِقُـكَ دُمُوعِي..؟!
أَلَم يُزَلزِلُكَ نِيَاحِي..؟!
اقتَــرَبْ
تِك
تِك
تِك
تِك
تِك
تَمَثَّـلَ أَمَامِـي.. بِـ شُمُوخِـهِ المُعتَـاد..
وَ دَاعَبَ وَجْنَتَِآي.. بِـ لُطْفٍ..
وَقَــآل [بِـ صَوْتٍ هَامِس]..:
"أَعْشَقُكِ../.. يآهذِه أَعشَقُكِ بِـ جُنُون..
وَ لآ أَتَخَيَّـلُ نَفْسِي.. مِنْ دُونكِ..
هَكّـذَا أَنَا../.. أَشْعُر أَنِّي خُلِقْتُ.. مِنْ أجْلكِ.."
أَغمَضتُ عَيْنَآيَ..
أَحسَسْتُ بِـ حَرقَةٍ..
جَعَلَتْنِي أَعْتَصِرُهَـا بِـ أَلَم..
وَ هُوَ مَازَالَ يَعْزِفُ بِـ لِسَانِهِ عَلَى مَسَامِعِي..
" أَتَعْلَمِين.. أَشْعُرُ بِـ لِذّةٍ حِينَمَا أُدَاعِبُ إِحسَـاسُكِ..
أُدَغْدِغُ مَشَـاعِرُكِ..
أَعْبَثُ بِـ أَعْمَـاقِكِ.. "
وَصَمَــتْ..
وَ أَنأ مَازِلْتُ مُغْمِضَةً عَيْنَـآي..
وَقَلْبِي يَخْفِقُ بِـ شِدَّةٍِ.. وَ كَأنَّهُ طُبُولاً أّفرِيقِيَّةً..
جَوْفِي يَصْرُخُ حَرَارَةً..
شُعُورٌ مَا.. يَكَـادُ يَقْتَلِعُ قَلْبِي..!
سَألَنِي..: " مَا بِكِ..؟! "
تَنَهَدْتُ وَ قُلْتْ..: " لآ شَيء..! "
شَعَرْتُ بِـ يَدَيهِ.. تٌَقْتَرِب..
تَلْتَفُّ حَوْلِي..
تِك
تِك
تِك
تِك
تِك
عَانَقَنِي../.. فَـ اخْتَنَقْت..!
حَاوَلْتُ إِبْعَـآدَهُ../.. إِذَا بِهِ يَشِدُّ عليّ..
فَتَحْتُ عَيْنَـآي../.. جَمَعْتُ مَا بَقِيَ بِي مِنْ قُوّة..
وَ دَفَعْتَهُ..... بِلآ جَدوَى..
حَتَى عَطَفَ عَلَى أَنفَاسِي../.. وأَطلَقَنِي..
وَ ظَلّ يَتَأَمّلُنِي../.. وَ أَنا أَلهَثُ بِـ زَفَرَاتٍ..
ثُمَّ قَـال..:
" أَشعُــرُ أَنَّ أَعمَـاقُكِ.. ثَائِـرةٌ..
وَ كَأنّهـا بُركّـانٌ.. سـ يَنفَجِـرْ.. "
نَظَرتُ إِليـهِ بِـ نَظَـرَاتٍ.. ذَابِلَة..
فَـ أَخذَ يُقَهقِهُ بِـ صَوتٍ مُرتَفِـعٍ.. وَ يَقُـول..:
" أَشعُـرُ بِـ لِذةٍ.. حِينَمـا أَرَاكِ هَكَذَا..
أَنْتِ مُمتِعَـةً../.. أُقْسِمُ بِـ أَنَّكِ مُمتِعَـة.. "
وَضَعْتُ يَدَايَ عَلَى وَجْهِي..
وَ جَثَوْتُ عَلَى رُكْبَتِي..
وَ أَجْهَشْتُ بِـ البُكَـاء..
فَـ سَادَ الصَّمتُ.. المُتَقَطِّع.. بِـ نَحِيبِ بُكَـائِي..
حَتَى هَدَأَ جَوفِي../.. وَ اسْتَقَرَّتْ أّنْفَـاسِي..
عَـادَ لِـ ثَرثَرَتِهِ الجَـافَّة.. فَـ قَال..:
" أَتَعلَمِين.. أَشْعُرُ بِـ أَنِّي.. قَاسٍ عَلَيكِ..
بِـ حَق.. أَرْأَفُ بِـ حَالِكِ.."
قُلْت..:
" إِذَاً.. لِمَ لآ تَدعنِي..؟! "
فَـ صَرَخَ بِـ أَعلَى صَوْتِهِ..:
" أَلآ تَسْمَعِين../.. أَلآ تَفْهَمِين..
لِكَم مِنْ مَرَةٍ.. وِ أَنَا أَقُولُ لَكِ..
أَنَا أَعْشَقُكِ../.. أَنَــآ
أَ
عْ
شَ
قُ
كِ
.. "
هَرِبْتُ لِـ زَاوِيَتِي المُعْتَادة..
وَ قُلتُ لَـهُ..:
" اهْدَأ../.. اهْدَأ..
أَخَافُكَ حِينَ تَثُور..
بَلْ.. بِـ كُلِّ الأَوقَـاتِ..
أَخَافُكَ../.. أَمقُتُكَ../.. أَكْرَهُــكَ..
تَعِبْتُكَ.. مَا عِدتُ أَقْوَى عَذَابُكَ..
إِقْتِلآعُكَ مِنِّي.. حُلُمٌ يُرَاوِدُنِي..
وَ أَكْبَرُ أُمْنِيَة.. تُبَاغِتُنِي..
أَنْ أَقْتُلُكَ../.. نَعَمْ أَقْتُلُك..
لَكِنَّ سَيفُكَ فِي كُلِّ مَرَّةٍ.. يَنْحَرُ أُمْنِيَتِي../.. وَ يَهِزُّ جَوْفِي..
فَـ يَكْسِــــرُنِي..
وَ يَأسِرُنِي..
لِـ أَسْتَسلِم لَك.. وَتَملُكَنِي..
لَسْتُ بِـ أُنْثَى ضَعِيفَة../.. أُقْسِمُ لَكَ لَسْتُ ضَعِيفَة..
وَ لَكِنَّكَ دَائِمَـاً الأَقْوَى.. "
خَطَى بِـ خُطُواتٍ.. لِـ يَقتَرِبْ مِنِّي..
قُلْتُ له..:
" ابْتَعِدْ../.. أَرْجُوكَ ابْتَعِدْ.. "
وَ لَكِنَّهُ كَـ عَادَتِهِ.. لِمْ يَأْبَه بِـ كَلآمِي..
وَجَلَسَ بِـ جَانِبِي../.. وَأَخَذَ يُدَاعِبُ شَعْرِي..
وَ نَطَقَ بِـ حُرُوفٍ هَادِئَة..:
" حَبِيبَتِي.. كَمْ أَكْرِهُ قَسْوَتِي عَلَيكِ..
وَ كَمْ أَبغَضُ جَفَافِي مَعَكِ..
لَكِن.. هُنَاكَ شَيءٌ يَربُطَنِي بِكِ..
لآ أَعْلَم مَا هُوَ..!
فَـ كُلِّ مَا أَعْلَمَهُ.. أَنِّي أُحبُّكِ..
أُحِبُّكِ.. حَد الجُنُونِ.. "
قُلتُ لَهُ.. وَنَفَسِي يَخْتَنِق..:
" وَلَكِنِّي أَكْرَهُكَ../.. وَ سَئِمتُكَ..
أَرجُوكَ لآ أُرِيدُكَ../.. لآآآ أُرِيــدُكَ.. "
مَلِلْتُ وَجْهَهُ الكَئِيب.. فَـ أَخفَيتُ وَجْهِي خَلفَ رُكْبَتَآي..
وَ هُوَ بِدَورِهِ.. أَخَذَ يُدَاعِبُ خصَلآتِ شَعْرِي..
أَحْسَسْتُ بِـ حَنَانٍ يَتَسَللُ إِلَى جَوفِي..
وَ دَفءٌ../.. وَ هُدُوءٌ يَعِمُّ أَجوَائِي..
فَـ رَفَعْتُ رَأسِي.. بِـ تَثَاقُلٍ..
نَظَرتُ إِليهِ.. وَ [ ابْتَسَمْـت ]
قَالَ..:
" تَعَالِي../.. اقْتَرِبِي.. "
فَـ اقْتَرَبْتُ مِنهِ.. وَ وَضَعْتُ رأْسِي عَلَى صَدْرِهِ..
دِفْءٌ../.. وَ اعْتِصَار..
غَمَرَنِي.. فِي الآنِ ذَاتِهِ..
ثُمَّ قَـال..:
" أَعِدُكِ يَا فَتَاتِي.. أَنْ تَكُونِي كَمَـا أُحِبّ..
أُقْسِمُ لَكِ.. بَـ أَنِّي سَـ أَتَلَذَذُ بِـ تَعذِيبُـكِ.. "
!
!
آلَمَنِي قَلبِي.. وَ لَكِنِّي كَـ العَادةِ..
اسْتَسْلَمْتُ لَهُ../.. لِـ دِفْئِهِ..
وَ نِمْــتُ
)
(
)
كَـانَتْ تِلكَ..
إِحْدَى المَشَـاهِدَ الدِرامِيَّة..
مَعْ رَجُلٍ.. يُدْعَى [ الأَلَمْ ]
عَظِيمَ مَحَبّتِي.. لِـ قُلُوبِكُم
أخوكُم../ مرهف الاحساس